لم يكن سهلًا على السنغالي ساديو ماني، لاعب النصر، في لحظات توقف الكرة خلال سير مباريات النصر والأهلي؛ أن لا يلتفت إلى رفيق دربه البرازيلي روبرتو فيرمينو. ففي المباراة الأولى بينهما في سبتمبر (أيلول) 2023، كان التنافس على أشده بين اللاعبين وفريقيهما. وفي لحظة احتفال النصر بالهدف الثالث، قفز ماني على ظهر فيرمينو كمن يهنئه بالتسجيل؛ لا باستقبال فريقه للهدف.
في المباراة الأخيرة بين النصر والأهلي على ملعب الأول بارك، بحث أصحاب الأرض بضراوة عن مرمى منافسهم لحظة تأخرهم في نتيجة المباراة. وتأخر الفرج حتى اللحظة التي كان خلالها الحكم الروسي سيرجي كاراسيف يتلمس صافرته، لإعلان النهاية.. لكنه صفر عوضًا عن ذلك لاحتساب هدف التعادل القاتل.. في تلك الأثناء سقط فيرمينو أرضًا من حسرته على إهدار فوز كان يفصلهم عنه أجزاء من الثواني.
ذهب لاعبو النصر لتهنئة بعضهم بعضًا بالهدف، عند زميلهم سلطان الغنام، آخر من سدد الكرة قبل تحول مسارها عبر مدافع الأهلي بسام الحريجي.. في تلك الأثناء، اتجه ماني إلى فيرمينو، مادًا يديه لمساعدته في الوقوف على قدميه.
صيف عام 2015، وصل فيرمينو إلى ليفربول. وانضم ساديو ماني في العام التالي، وفي عام 2017، جاء دور محمد صلاح. وشكل الثلاثي قوة ضاربة في فريق مدينة ليفربول على مدار 5 أعوام. وكتبوا صفحة جديدة في ثلاثيات كرة القدم الشهيرة مثل الثلاثي البافاري (روبن وريبيري ومولر)، أو الثلاثي المدريدي (رونالدو وبنزيما وغاريث بيل) ولا يمكن إغفال ثلاثي برشلونة "إم إس إن" بقيادة ميسي وزميليه سواريز ونيمار.
تصدع ثلاثي ليفربول، فغادر ماني للبايرن قبل أن يكمل طريقه إلى فريق النصر، في الوقت نفسه الذي انتقل فيه فيرمينو إلى منافس آخر في الدوري نفسه "دوري روشن السعودي"، فريق الأهلي. أما العلاقة القديمة فكشف عنها روبرتو فيرمينو بلا سقف عن العلاقة بينهم في الكتاب الذي صدر أخيرًا تحت عنوان "نعم سيدي.. أعوامي في ليفربول" (Sí Señor: My Liverpool years).
روى فيرمينو شهادته الشخصية عن علاقتهم ببعضهم البعض، وقال عن صديقه السنغالي "كان ماني أكثر حدة في اللحظات الجيدة والسيئة. كان الأكثر انفعالاً بيننا الثلاثة وكان أيضاً الشخص الذي حظيت معه بأكبر قدر من الحرية لمناقشة هذه القضية. كنت أتحدث معه دائماً وأقدم له النصائح وأحاول تهدئته. كنت أطلب منه أن يجد السلام ويلعب من أجل الفريق وأن يظل هادئاً".