يعيش دوري روشن السعودي، لحظات "الدور الأول" الأخيرة في 2024-2025. وقبل الوصول إلى مشارف الجولة الـ17، حصل تحول في مشهد الصدارة لصالح الهلال خلال الأمتار الأخيرة، بضربه منافسيه بلا هوادة بأكبر نتائج تسجلت في 3 جولات، بإيداع 18 هدفًا في مرمى منافسيه، بمعدل 6 أهداف في المباراة.
لم تكن تلك الأهداف وحدها، كافية، ليعتلي حامل اللقب مشهد الصدارة، لولا تعثر الاتحاد أمام الفيحاء، خارج أرضه في الجولة الـ 14 بالتعادل 1-1، فتساوى الهلال والاتحاد في النقاط، وباتا منذ الـ 11 من يناير الجاري يحتكمان إلى الفوارق التهديفية.
ومن حسن حظ الهلال أن آلته التهديفية عملت بأعلى قوتها رغم غياب الصربي ألكساندر ميتروفيتش، فقدمت فارقًا غير مسبوق (+17 هدفًا) في الجولات الـ 3 الماضية، فأصبح إجمالي الفارق (+37 هدفًا) مقابل (+27 هدفًا) للاتحاد، نصيب الجولات الثلاث الماضية فيها (فارق 4 أهداف فقط).
في الجولة الـ 17، التي تعد ختامًا لأسبوع الأساطير، يواجه الاتحاد مستضيفه ضمك، الاثنين، في اليوم نفسه الذي يحل فيه الهلال ضيفًا على القادسية صاحب المركز الثالث بـ 34 (فارق 9 نقاط أقل من الهلال) في مباراة لن تكون سهلة لكلا الفريقين.
ضمك والاتحاد
يحتل ضمك المركز العاشر برصيد 18 نقطة، وله في المباريات الخمس الأخيرة، انتصار وتعادل و3 خسائر، منها آخر خسارتين متتاليتين. ولا يعيش ضمك استقرارًا فنيًا، بعد إنهائهم المفاجئ لارتباطهم بالمدرب الروماني كوزمين كونترا. ويشرف خلفه البرتغالي نونو ألميدا على ضمك منذ الجولة الـ 14، وبعدما ابتدأ مشواره بانتصار على الرائد 2-0 تقهقر الفريق في المباراتين التاليتين متعرضًا لخسارتين أمام الاتفاق 0-3 والفتح 1-2.
عناصريًا، يملك ضمك لاعبين قادرين على التسجيل، أبرزهم الكاميروني جورج كيفن نكودو، صاحب الأهداف الـ8 الموسم الجاري، ويدل على ذلك أن الفريق سجل أكبر عدد من الأهداف بعد الـ 5 الأوائل في ترتيب الدوري برصيد 23 هدفًا، لكن المؤسف لهم أيضًا أنهم يستقبلون عددًا كبيرًا من الأهداف، إذ ولج مرماهم 28 هدفًا في 16 جولة.
وهذه القوة التهديفية لضمك، لن يستهين بها الفرنسي لوران بلان، الذي استقبل مدافعه المستبسل عبد الإله العمري في التدريبات الأخيرة، بعد مباراة الشباب في الجولة السابقة. وقد لا يحتاج بلان للمجازفة بإشراك العمري في الأداء الدفاعي الجيد الذي يقدمه حسن كادش إلى جانب دانيللو بيريرا.
هجوميًا، لا يشعر بلان بأي مأزق مع وجود مواطنه كريم بنزيما، وبجانبه الهولندي ستيفن بيرغوين والجزائري حسام عوار، مع احتمالية كبرى لمشاركة موسى ديابي بعد تعافيه من الإصابة.
في الموسم الجاري، يتفانى الاتحاد لمحو الصورة غير المرضية لمحبيه في الموسم الماضي، حين كانت التطلعات عالية تجاهه حاملًا للقب، لكنه أنهى الموسم في المركز الخامس. فدخل الموسم الثاني بعد تتويجه الأخير، بقوة محققًا 14 انتصارًا وخسارة واحدة أمام الهلال، إلى جانب التعادل مع الفيحاء.
القادسية والهلال
يلتقي القادسية والهلال في سيناريو يجعل من المباراة في أقصى درجات إثارتها، إنه الاختبار الحقيقي الأول لقدرة القادسية الذي يسعى لتجديد الصورة عنه في العقود الثلاث الماضية، وترسيخ الصورة القديمة له بطلًا لكأس الكؤوس الآسيوية في 1994. لكنه سيواجه أقوى قوة هجومية في الدوري، لاسيما في الجولات الثلاث الأخيرة، مع رسالة قوية أن الغيابات لا تؤثر في صفوف حامل لقب الدوري، بالفقدان المؤقت لخدمات الصربي ميتروفيتش، هداف الهلال في الموسم الماضي؛ لكن القادسية في المقابل، يملك الدفاع الأقوى بقيادة الإسباني ناتشو فرنانديز وبجانبه جهاد ذكري.
في جانب ثانٍ، تجري المباراة مع فارق 9 نقاط بين الفريقين، ما يعني أنها من المحتمل أن تكون الفرصة الأخيرة للقادسية لتثبيت أنفسهم في السباق على اللقب. وهذا الطموح أمام الهلال الذي يصب غضبه بإهدار 5 نقاط أمام الخليج والنصر وخسارة الحفاظ على لقب كأس خادم الحرمين الشريفين، في مرمى منافسيه.
المباراة ستكون غاية في الإثارة، بحسب طموحات الفريقين المتصادمة على ملعب الأمير محمد بن فهد، مع ما ستؤثر به نتيجتها على مشهد الصدارة والصراع على اللقب.