دخل خليل الزياني، أرضية ملعب نادي الاتفاق قبل مواجهة الأهلي في الجولة الـ 16، يحمله تاريخ لا ينسى.. ابتدأ منذ تحقيقه الدوري السعودي بلا خسارة في 1983 في سابقة لم تحدث من قبل، ولم تتكرر قبل 27 عامًا، ثم توالت حكمته التدريبية طوال أعوام تالية، وفيها قاد المنتخب السعودي لأول منجز في تاريخه.
وتقدم خليل الزياني، أسماء الأساطير في اليوم الأول من أسبوع الأساطير. ويمتد الأسبوع من الاثنين 20 يناير حتى الاثنين 27 يناير، يرافقه كوكبة من ألمع نجوم الاتفاق والكرة السعودية في الثمانينات، رفاق رحلته وأبرز عناصره، صالح خليفة وعبد الله صالح وعمر باخشوين.
ظهر خليل الزياني مطلع الستينات، لاعبًا في نادي الاتفاق، وتقلد شارة القيادة خلال 3 أعوام، في موقف يكشف عن شخصيته القيادية، وحقق في فترته القصيرة لاعبًا بطولتي كأس ولي العهد وكأس الملك، ثم في بداية السبعينات تحول إلى العمل الفني.
في النصف الثاني من السبعينات، تحوّل الزياني من العمل مساعدًا إلى المدرب الأول. ثم صعقت كل الأندية السعودية، مع تحقيق الاتفاق بطولة الدوري بلا خسارة. إنه الإعجاز الذي أخفقت أمامه كل الأندية، ثم ظلت تخفق زهاء 3 عقود حتى مطلع العقد الماضي، حين حققها الهلال والشباب، تباعًا.
في ربيع العام 1984 كان المدرب الأفضل في الدوري، لا يزال مشرفًا فنيًا في الاتفاق، في الوقت نفسه الذي حط فيه المنتخب السعودي رحاله في سلطنة عمان، للمرة الأولى في تاريخه، في مهمة المشاركة بطولة الخليج.
حصل أمر لا يحدث سوى مع الأساطير في المباراة الثالثة ببطولة الخليج، الجماهير السعودية في ملعب الشرطة السلطانية في العاصمة مسقط، تهتف "حيّوا الزياني حيّوه" في تشجيع لصاحب القرار للتعجل باتخاذ قرار تعيين المدرب التي هتفت باسمه لتدريب المنتخب.. كانت المباراة بين السعودية والعراق تسير إلى خسارة الأخضر 4-0 وتراجعه إلى المركز السادس، قبل الأخير.
في منتصف الليل بعد تلك المباراة، حسم الأمر بإقالة ماريو زاغالو وإسناد المهمة للزياني. و هَرَعَ الزياني فور إبلاغه من منزله حينذاك في حي ميناء الملك عبد العزيز إلى حي الناصرية؛ حيث يقطن مساعده راشد خليفة. أبلغه بقرار تعيينهما في المنتخب السعودي. وفي وقت مبكر للغاية من صباح اليوم التالي، حزم المدربان السعوديان، حقيبتيهما نحو مطار الظهران، ثم استقلا الطائرة الخاصة إلى العاصمة العمانية.. نجح المدرب الجديد للمنتخب السعودي خلال المباريات الثلاث المتبقية في التعادل مع الكويت 1-1، ثم الانتصار الإمارات والبحرين بالنتيجة ذاتها 2-0 وتحسين مركز الأخضر إلى المركز الثالث مع نهاية الدورة السابعة لكأس الخليج.
خلال 9 أشهر من تعيينه، قاد الزياني المنتخب السعودي للأولمبياد لملاعبة منتخبات البرازيل وألمانيا والمغرب في دورة الألعاب. ثم بعدها ببضعة أشهر كان المنتخب السعودي بطلًا لآسيا في أول مرة يشارك بها في نهائيات القارة.
خليل الزياني، المدرب الذي حقق أيضًا أول بطولة خارجية للأندية السعودية في العام 1984، وتلك كانت بطولة الأندية الخليجية، تحدث إلى موقع دوري روشن السعودي، عن تكريمه، وقال: "أعجبني التكريم وحسن الاستقبال لأساطير الكرة في نادي الاتفاق بمدربهم وهذه لفتة كريمة. بطبيعة الحال، ابتهجنا بالحضور والاستقبال، وكانت ليلة سعيدة، فكل الفعاليات المقامة كانت جيدة ولاقت القبول والاستحسان؛ لولا إن النتيجة لم تكن بالشيء المطلوب. وتمنينا تكون النتيجة موازية لحضور المكرمين".
ويدين الزياني للفرص التي صقلت موهبته التدريبية " تلقيت دورات تدريبية، بعد اعتزالي لعب كرة القدم، سواء كان في إنجلترا أو تونس أو ماليزيا. وكنت مرافقًا للمنتخب السعودي سواء في فترة المجري فيرنتس بوشكاش في منتصف السبعينات أو مع المدرب البرازيلي روبنز مانيلي في الثمانينات. والتحقت بمعسكرين في البرازيل صقلت مواهبي".
ويملك المدرب الذي ارتبط بأوائل المنجزات التدريبية في السعودية، محبة كبرى لناديه الاتفاق "الاتفاق اعتبرته عشقي الأول، فتربيت في النادي منذ عام 1962 ميلادي كنت قائد لفريق الأشبال المتوج بكأس المنطقة، وذلك فأل حسن وفاتحة خير علي، خاصة، وعلى نادي الاتفاق. ثم لاحقًا في العام 1965 كنت قائدًا للفريق الذي فاز ببطولة كأس ولي العهد أمام الاتحاد في جدة، وكنت قائدًا أيضًا للفريق الذي فاز في العام 1968 بكأس الملك أمام الهلال في الرياض".