محمد جحفلي لا يتردد في الوفاء

أواخر العام 2014، دخل ناديا الهلال والاتحاد في سباق على لاعب الفيصلي محمد جحفلي البالغ حينها 24 عامًا. وقدم الهلال جدية أكبر في المفاوضات حسبما قال رئيس نادي الفيصلي السابق فهد المدلج، وربما كان مدفوعًا بحاجته في خط الدفاع. وانتهى الحديث عن مصير اللاعب مع وصول موفدي الهلال، مدير الاحتراف السابق، تركي المسند، ومعيته الإداري فهد المفرج، إلى حَرمة (معقل نادي الفيصلي).

قبل جحفلي، خسر الهلال بطولة الدوري 3 مواسم متتالية. وانتظم المدافع في تدريبات فريقه الجديد، منتصف الموسم الرابع، في يناير 2015، وشارك في المباراة الأولى أمام العروبة في فبراير.

 وبعد نحو 160 يومًا من التحاقه بصفوف الهلال، جرى الديربي الأول أمام النصر.. شارك جحفلي في مباراة غاية في الحساسية، تعني فيها الخسارة حسم الغريم التقليدي للقب الدوري. وأثناء سير المباراة طُرد جحفلي من الملعب ببطاقتين صفراوين، وفي نهايتها احتفل النصراويين باللقب الثاني تواليًا.

لقد فاز النصر على الهلال في 4 من أصل آخر 5 مواجهات في الدوري. ثم التقيا مجددًا بعد أقل من شهر، ولكن في بطولة مختلفة على كأس خادم الحرمين الشريفين. منح المدرب اليوناني جورجيوس دونيس لاعبه جحفلي فرصة للمشاركة مجددًا في الديربي، فسجل في الرمق الأخير من المباراة هدفًا للتعادل، حول مسار المباراة إلى ركلات الترجيح التي فاز بها الهلال. منذ ذلك اليوم، أصبح جحفلي بطلاً في قلوب جماهير الهلال، ورمزًا للوفاء والقتال حتى اللحظة الأخيرة.

رحلة جحفلي مع كرة القدم بدأت في سن مبكرة، حين خاض تجربة مع الهلال في عمر الـ 16؛ لكن لم يكتب لها النجاح، فانتقل إلى الفيصلي، قبل أن يعود إلى الهلال بعقد ضخم بعد سنوات. وعلى مدار 9 سنوات قضاها مع الفريق الأزرق، حقق جحفلي 6 ألقاب دوري، بالإضافة إلى العديد من البطولات الأخرى، وترك بصمة لا تُنسى في تاريخ النادي.

في يوليو الماضي، انتهى عقد جحفلي مع الهلال، وودعه النادي وجماهيره بكل حفاوة وتقدير. وبعد أيام قليلة، أعلن نادي الخلود الصاعد حديثًا إلى دوري روشن السعودي، عن ضم جحفلي إلى صفوفه.

كان السر خلف الانتقال السريع، يتجلى في العلاقة الوثيقة بين رئيس الخلود، محمد الخليفة، وموكله السابق جحفلي. ارتبط الخليفة وقتًا طويلًا من الزمان بجحفلي وكيلًا لأعماله. وعندما علم برحيله عن الهلال، لم يتردد في الاتصال به لعرض الانضمام إلى الخلود. وافق جحفلي على الفور، متجاهلاً عروضًا مادية أعلى من أندية أخرى، ليؤكد مرة أخرى على قيمة الوفاء والانتماء التي يتحلى بها. قال الخليفة: "جحفلي لم يزد عن كلمتين قالها لي في رده، قال لي: أبشر.. وسم". إنها الجملة الأكثر اختصارًا في اللهجة المحلية للإفادة بالقبول الفوري للطلب.