الفتح يعيش لحظة انتعاش بعد فوزه العريض على نادي الخليج بنتيجة 5-1، وهو انتصار أعاد له شيئًا من بريقه ومنح الفريق دفعة معنوية كبيرة للهروب المؤقت من مناطق الخطر. هذا الفوز اللافت لا يعبر فقط عن تحسن في الأداء، بل يعكس روحًا تنافسية بدأت تعود للفريق مع اقتراب لحظات الحسم. ورغم تلك الإيجابية، إلا أن طريق البقاء في دوري روشن السعودي لا يزال مليئًا بالمفاجآت والصعوبات، في موسم لا يعترف إلا بالأقوياء.
ورغم الفوز اللافت على الخليج، حرص جوزيه غوميز مدرب الفتح، على تخفيف الأجواء المفرطة بالتفاؤل داخل غرف الملابس، مؤكدًا أن النتيجة لا تعني شيئًا إذا لم تترجم إلى نقاط في الجولات القادمة.
وأضاف: "أخبرت اللاعبين أن الأهم هو جمع النقاط، وليس عدد الأهداف، وأن الفوز بهدف أو بخمسة يحمل نفس القيمة في جدول الترتيب. ما يهم هو أن تبقى أقدامهم على الأرض، وأن يحافظوا على تركيزهم حتى النهاية، فحتى الخسارة الكبيرة لا تؤلم بقدر فقدان النقاط."
ويدخل الفتح سلسلة من اللقاءات الحاسمة، حيث يواجه فرقًا من العيار الثقيل تتطلب منه حضورًا قويًا وتركيزًا ذهنيًا عاليًا في كل جولة. البداية ستكون بمواجهة الاتحاد، متصدر دوري روشن السعودي، والذي يُعد واحدًا من أكثر الفرق استقرارًا وقوة هذا الموسم، ما يجعل المهمة أمامه في غاية الصعوبة.
وفي هذا السياق، تحدث جوزيه غوميز مدرب الفتح، عن التحديات المقبلة، مؤكدًا أن فريقه مستعد للقتال حتى النهاية، وأن الاستعداد الذهني سيكون حاسمًا في هذه المرحلة.
وقال: "سنقاتل أمام الفرق الكبيرة، وندرك تمامًا أن المواجهات لن تكون سهلة، خاصة أمام فريق مثل الاتحاد الذي يملك قدرة كبيرة على شن الهجمات المرتدة. خطتنا ستعتمد على محاولة إيقاف هذا النوع من اللعب، مع إدراكنا أن المهارات الفردية قد تكون الفاصل في أي لحظة."
وأضاف: "أن الاعتماد على الكتلة الدفاعية فقط لن يكون كافيًا، موضحًا أن السيطرة على الكرة ستكون من أهم أسلحة الفتح في هذه المواجهات."
وقال: "أفضل طريقة لمواجهة الفرق الكبيرة هي عدم منحهم الاستحواذ، لأنهم يتفوقون بالكرة، أما اللاعب المهاري دون كرة فلا يشكل خطرًا حقيقيًا."
أما التحدي الأكبر، فسيكون عندما يلتقي الفتح بالهلال، في لقاء لا يخلو من البُعد النفسي، خصوصًا أن الهلال كان قد تفوق في مباراة سابقة بنتيجة قاسية على الفتح. وهنا يبرز السؤال: هل سيكون هذا الحافز دافعًا للرد، أم عائقًا نفسيًا في طريق الفريق؟
وأكد غوميز مدرب الفتح، أن تركيز الفريق يجب أن ينصب على جمع النقاط فقط، وليس على فارق الأهداف، مضيفًا: "حتى في حال الخسارة، لا تهمنا النتيجة بقدر ما يهمنا أننا فقدنا النقاط، وهذا ما يجب أن يستوعبه اللاعبون للحفاظ على تركيزهم حتى نهاية الموسم".
ولا يقل اللقاء مع الشباب أهمية، إذ يقدم الأخير مستويات لافتة هذا الموسم، وسيتطلب من الفتح مضاعفة جهوده داخل الملعب، فالهفوات الصغيرة قد تكلف الكثير.
وإذا تحدثنا عن المنعطفات الحاسمة، فلا يمكن تجاهل مباراة النصر، والتي قد تشكل مفترق طريق لمصير الفتح في الدوري، مما يتطلب منه تقديم كل ما يملك من قوة وتركيز للخروج بنتيجة إيجابية.
بالإضافة إلى هذه المواجهات الكبيرة، يخوض الفتح أيضًا لقاءات لا تقل أهمية أمام كل من الرياض، الوحدة وضمك وهي مواجهات مباشرة في صراع البقاء، ما يعني أن أي تهاون فيها قد يعقد وضع الفريق أكثر.
الفتح أمام مرحلة لا مجال فيها للراحة، وكل مباراة يجب أن تخاض وكأنها نهائي، بنفس الجدية والعقلية، لأن البقاء في دوري روشن السعودي لم يعد مجرد أمنية... بل معركة تخاض حتى الدقيقة الأخيرة.
خلاصة القول: رغم التفاؤل بعد الفوز الكبير، تبقى المباريات القادمة بمثابة "المصير" بالنسبة للفتح، والروح القتالية ستلعب دورًا حاسمًا في تحديد مصير الفريق في الدوري السعودي للمحترفين.