الشهري.. الاستثناء الوحيد أمام الهلال

سعد الشهري

كلها أرقام لا تترك مجالاً للصدفة، لكنها لا تغلق الباب أمام المفاجآت، خاصة حين يحضر اسم سعد الشهري، الرجل الذي يعرف كيف يقف بثقة أمام الهلال.

فمن بين 15 مدربًا سعوديًا واجهوا الهلال في 23 مباراة في تاريخ الدوري السعودي للمحترفين، وحده الشهري من عرف طريق الانتصار، حين قاد الاتفاق للفوز، وخرج من موسم 2017–2018 دون خسارة أمام الهلال بفوزٍ وتعادل، جامعًا 4 نقاط، أي ضعف ما جمعه باقي المدربين السعوديين.

الهلال يدخل المواجهة بثقة الأرقام وثقل التاريخ، لكنه ليس في أفضل حالاته مؤخرًا، بعد سلسلة خسائر أمام الثلاثي الكبير: الاتحاد، النصر، والأهلي.

ومع ذلك، لا يزال يطمح لاستعادة توازنه عبر بوابة الاتفاق، الفريق الذي يأمل هو الآخر في تكرار إنجاز الشهري.

لم يخسر الهلال أمام الاتفاق في آخر 13 مواجهة متتالية في الدوري، محققًا 12 انتصارًا وتعادلًا وحيدًا. وتلك السلسة الأطول في تجنب الخسارة أمام جميع المنافسين في الدوري، ولذلك، يبدو منطقيًا أن يتصدر الهلال قائمة الفرق التي ألحقت الخسارة بالاتفاق.

خسر الاتفاق في المجمل 21 مباراة في الدوري من الهلال وحده، وأصاب الهلاليون شباك الاتفاق بـ 61 هدفًا، وتلك الحصيلة التهديفية الأعلى بين جميع منافسي الاتفاق.

على أرضه، لا يعرف الاتفاق الحلول الوسط؛ فإما أن ينتصر أو يخسر في آخر 13 مباراة له بالدمام، حيث تلقى 9 هزائم. من جهة أخرى، لم يخسر الهلال أمام الاتفاق في آخر 13 مواجهة بالدوري، محققًا 12 فوزًا وتعادلًا وحيدًا، وهي أطول سلسلة لا خسارة له أمام أي فريق في تاريخ الدوري.

وفي ظل الأرقام، تبقى المباراة على الأرض محكومة بلمسات النجوم، وهنا تتجه الأنظار إلى سالم الدوسري وجيورجينهو فاينالدوم..

الدوسري قائد الهلال ساهم بالتسجيل والصناعة في 11 من أصل 16 مباراة أمام الاتفاق، بمجموع 13 مساهمة (7 أهداف، و 6 تمريرات حاسمة)، ليجعل من الاتفاق ثاني أكثر فريق يتألق أمامه بعد الفتح.

أما فاينالدوم لاعب الاتفاق، فقدم أحد أفضل مواسمه تهديفيًا، مسجلاً 11 هدفًا، وصانعًا لـ 3 أهداف، ليصل إلى 14 مساهمة مباشرة، معادلًا أفضل أرقامه في الدوريات الأوروبية.

سالم يعرف الاتفاق... وفاينالدوم لا يخشى الكبار. وقد تكون المواجهة بينهما فصلًا حاسمًا في سيناريو المباراة.

وبالرغم من  تفوق الهلال، إلا أن لغة الأهداف حاضرة، فقد جاءت آخر 33 هدفًا للهلال ضد الاتفاق من داخل منطقة الجزاء، في المقابل، جاءت 3 من آخر 7 أهداف للاتفاق في مرمى الهلال من ركلات جزاء، ما يعكس أهمية التفاصيل الصغيرة في هذه المواجهة.

ختامًا، مواجهة تزنها الأرقام، ويحركها الطموح، يقف الهلال بثقله التاريخي وسعيه لاستعادة التوازن، في وجه الاتفاق بقيادة سعد الشهري... الرجل الذي لا يؤمن بالمستحيل.