تستكمل منافسات دوري روشن السعودي، بالجولة الـ 15، التي تشهد منعطفًا مهما في بطولة الشتاء (الرمزية) بعد التحول في مشهد الصدارة بتراجع الاتحاد للمركز الثاني بفارق الأهداف عن الهلال الذي عاد للصدارة بعد 48 يومًا.
ويبدو المشهد في المقدمة واضح للغاية، فالمتصدر بعد نهاية الدور الأول، أي بعد انقضاء 3 جولات، لن يخرج من أحد الفريقين الهلال أو الاتحاد، مع وجود فارق 9 نقاط بين الهلال والاتحاد، من جهة، عن بقية الفرق اللاحقة من الجهة الأخرى، أولهما فريقي النصر والقادسية.
لكن التنافس أكثر حدة وغموضًا، في الجانب الأسفل من الدوري، فبين فريق الاتفاق صاحب المركز الـ 11 برصيد 15 نقطة، والفيحاء القابع في المركز قبل الأخير، فارق لا يتعدى النقاط الـ6، وذلك ما يجعل الحديث مبكرًا عن شكل مؤخرة الترتيب للدور الأول، قبل 3 جولات فقط من نهايته.
ويفتتح فريقا الشباب والرياض، الجولة الـ 15، التي ستختتم منافساتها مساء الجمعة في بريدة بلقاء فريقي التعاون والنصر.
الشباب والرياض
في الجولة الماضية، تعطل الشباب بخسارته من الأهلي 3-2، بعد يوم واحد من التعادل المثير بين الرياض وضيفه الخليج 2-2، بتسجيل هدف في الدقيقة الـ 92 من الفرنسي يوان باربت، لاعب الرياض. وبنتيجتي الجولة الماضية أمسى الفارق نقطة واحدة بين طرفي المواجهة الافتتاحية في الجولة. فالشباب يملك 23 نقطة، أما الرياض فيعقبه مباشرة في الترتيب بالمركز السابع برصيد 22 نقطة.
وستكون المباراة مهمة للفريقين، لكنها أكثر أهمية بالتحديد، للتركي فاتح تريم، مدرب الفريق صاحب الأرض، الذي سيسعى لتلافي وقوع اسمه في لائحة لا تضم من مدربي الشباب سوى الأوروغوياني خورخي فوساتي، وهم المدربين الذي تعرضوا للخسارة في المباراتين الأوليين بالدوري.
ضمك والاتفاق
يتفوق ضمك على ضيفه الاتفاق بـ 3 نقاط، فالأول يحتل المركز العاشر بـ 18 نقطة، مقابل 15 للاتفاق. وكان الفريقان يملكان الرصيد نفسه من النقاط قبل انطلاق الجولة الماضية، فانتعش ضمك في الجولة السابقة بالانتصار 2-0 على مستضيفه الرائد في بريدة، لكن الاتفاق سقط بشكل مفاجئ على أرضه وبين جماهيره أمام الخلود الذي يواجهه للمرة الأولى في جميع المنافسات بنتيجة 2-3.
وفي المجمل، يحتاج الاتفاق بقيادة مدربه الإنجليزي ستيفن جيرارد، إلى انتفاضة لتصحيح مسار الفريق المعتل منذ الجولة الرابعة حتى الـ 14، إذ لم يحصد سوى 6 نقاط في المباريات الـ 11 الأخيرة، مقابل 9 نقاط في المباريات الثلاث الأولى.
الخلود والأهلي
الفارق واضح بين الفريقين، على جدول الترتيب، فالأهلي صاحب المركز الخامس برصيد 26 نقطة، يملك ضعف الرصيد النقطي لضيفه الخلود صاحب الـ13 نقطة. وانتصر الفريقان في الجولة الماضية بالنتيجة نفسها 3-2 على منافسين ثقيلين، فريقي الشباب والاتفاق.
من الملفت في مسيرة طرفي المباراة، أن الخلود الذي حقق 3 انتصارات، لم يكن بينهم أي انتصار على أرضه، لكن الفريق بات يحقق نتائج ملفتة تحت قيادة مدربه نور الدين زكري الذي قادهم لحصد 9 نقاط في 8 جولات، وذلك رقم نقطي لم تحققه 7 فرق منافسة خلال الفترة نفسها.
أما الأهلي، فيعيش فترة زاهية بقيادة الألماني ماتياس يايسله، نجح عبرها بتحقيق العلامة الكاملة في آخر 5 مباريات بالدوري، وذلك مالم يتحقق منذ مطلع العام 2017 حين تجاوز الأهلي 7 مباريات بنجاح تام.
الأخدود والفيحاء
خاض الأخدود والفيحاء مواجهتين صعبتين للغاية في الجولة الماضية، فخسر الأول من النصر 3-1، أما الفيحاء فأحدث المتاعب نفسها للاتحاد في مباراة شهدت هدفين 1-1، تحققا بعد نهاية الدقيقة الـ 90.
ويستضيف الأخدود صاحب الـ 12 نقطة منافسه الفيحاء الذي يتطلع إلى مساواة مستضيفه نقطيـًا بالفوز عليه، في مباراة مهمة للمدربين، فالكرواتي ستيبان توماس يسعى إلى تجنيب الأخدود الأجواء التي عاشها الفريق في الموسم الماضي، وتسببت بالإطاحة بالسلوفاكي مارتن سيفيلا، وتسليم المهمة للجزائري نور الدين زكري من أجل إنقاذ الفريق في نهاية الموسم، ولذلك يسعى إلى التقدم لمكان أكثر طمأنينة من المركز الـ 15.
في المقابل، استثمر البرتغالي بيدرو إيمانويل الأدوات الفعالة في فريق الفيحاء، وأبرزهم الزامبي فاشون ساكالا، صاحب هدف الجولة الـ 14. ويواجه التحدي الثاني له في محطته الجديدة مع الفيحاء بعد إقالة اليوناني كريستوس كونتيس إثر إخفاقه في جمع أكثر من ثماني نقاط في 13 جولة.
الهلال والفتح
تحظى الجولة الـ 15 بمواجهة بين قمة وقاع الترتيب، فريقي الهلال والفتح. وحقق الهلال الانتصار الأكبر في الجولة الـ 14، بنتيجة 5-0 والمميز في ذلك أنها خارج الأرض، على نحو يكشف عن إعادة البرتغالي جورجي جيسوس لترتيب أوراقه بعد تعثر الفريق في بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين. وسجل ماركوس ليوناردو ثنائيته التهديفية الأولى في الدوري في المباراة الثانية على التوالي التي يشارك بكامل دقائقها، كما أحرز المدافع علي البليهي هدفه الأول في الموسم الجاري.
في الجانب الآخر، بدأ البرتغالي جوزيه غوميز، تصحيح مسار الفتح خلال الأيام الماضية، ولكنه خسر في الظهور الأول له مدربًا للفتح أمام الوحدة في الجولة الماضية بنتيجة 2-1. ويملك الفتح 6 نقاط فقط من أصل 42 نقطة أتيحت أمامه. ومن المتوقع أن يمنح مدرب الفتح الأولوية للجانب الدفاعي لإيقاف خطورة الهلال صاحب أقوى خط هجوم برصيد 39 هدفًا.
الاتحاد والرائد
سيلعب الاتحاد المباراة الأولى بعد فقدان الصدارة محاطًا بجماهيره، وأمامه فريق جريح يتفرد في كونه الوحيد الذي لم يجني أي نقطة في الجولات الثلاث السابقة، فريق الرائد. وذلك سلاح ذو حدين، إما أن يجد الاتحاد نفسه في مهمة سهلة بسبب تأثير الوضع النفسي السيء للاعبي الرائد، أو أن يتعاظم التحدي برغبة لاعبي الرائد في الخروج من دوامة الخسائر.
ويتطلع الاتحاد بقيادة النجم الفرنسي كريم بنزيما إلى استعادة صدارة الدوري عندما يستضيف الرائد على أرضه. ويأمل الاتحاد في تعويض إهدار بنزيما وعوار لركلتي جزاء في المباراة السابقة أمام الفيحاء.
في المقابل، يملك البرازيلي أودير هيلمان الأدوات التي تجعل من المباراة متاحة النقاط لفريقه، وأبرز تلك الأدوات في لاعبه صالح العمري، المعار للرائد من الاتحاد نفسه. ولهيلمان أوراق رابحة مثل المغربي كريم البركاوي والجزائري أمير سعيود. كما يعد الحارس مشاري سنيور عاملًا يبعث الطمأنينة لفريقه بفضل تصدياته القوية.
الخليج والعروبة
تراجع الخليج في الجولات الـ3 السابقة، بعد مستوى قوي للغاية حقق خلاله 4 انتصارات متتالية. واختتمه بالفوز على الهلال 3-2 معرضًا المتصدر للخسارة الأولى في الدوري بعد 550 يومًا. أما العروبة فتعرض لخسارة موجعة في الجولة الماضية على أرضه أمام الهلال.
ويكمن الحدث الأبرز في مباراة الخليج والعروبة، في الإجابة عمّا سيحدثه انتقال السوري عمر السومة الهداف التاريخي لدوري روشن السعودي، إلى فريقه العروبة، ثاني أقل الفرق تسجيلًا للأهداف، بتسجيل 11 هدفًا في 14 مباراة.
الوحدة والقادسية
تنفس الوحدة الصعداء في الجولة الماضية التي كسب نقاطها الثلاث متخطيًا مستضيفه الفتح، بعد تعرضه لـ 5 خسائر في الجولات الست التي تسبق مباراة الفتح. أما القادسية فتعرض لهزة عنيفة بخسارته 3-0 من التعاون بعد 6 انتصارات متتالية.
ويطمح الوحدة إلى مغادرة المراكز الثلاث الأخيرة التي لا يزال داخلها رغم انتصاره الأخير، أما القادسية فسيسعى لإزالة آثار الخسارة الأخيرة سريعًا، ويعول في ذلك على ثنائي الهجوم الخطير إيمريك أوباميانغ وجوليان كينونيس لتحقيق الفوز.
التعاون والنصر
تجمع المباراة الختامية في الجولة الـ 15، فريقي التعاون والنصر. والفارق بينهما 7 نقاط لمصلحة النصر. وحقق الفريقان الانتصار بثلاثة أهداف في الجولة الماضية، فكسب النصر ضيفه الأخدود 3-1، فيما انتصر التعاون على مستضيفه القادسية 3-0.
وتشير النتائج الهجومية على المقدرات الهجومية التي يمتلكها الطرفين، فالتعاون يعتمد في عمليتي البناء والتسجيل على لاعبه الغامبي موسى بارو ورينيه ريفاس وعبد الفتاح آدم وأشرف المهديوي وفيصل فجر، فضلًا عن إسهامات المدافع وليد الأحمد، ولديه أوراق رابحة عديدة في مقدمتها اللاعب هتان باهبري.
في موازاة ذلك، يعول النصر على فريق من النجوم في مقدمتهم القائد البرتغالي كريستيانو رونالدو، ومعه الثلاثي، السنغالي ساديو ماني والبرازيلي أنجيلو غابرييل إلى جانب عبد الرحمن غريب. ويساهم معهم الظهير الأيمن سلطان الغنام، هجوميًا، بشكل واضح. وتمتد نجومية الفريق للخطوط الخلفية التي تضم البرتغالي أوتافيو وعلي الحسن، وخلفهما الدولي الإسباني إيمريك لابورت والفرنسي محمد سيماكان.