في بداياته، لم يكن طريق سعود عبد الحميد مفروشًا بالورود، كان طالبًا يلعب الكرة بين أروقة المدرسة، وخاله -رحمه الله- وقف مشجعًا له، وآمن بموهبته الصغيرة قبل أن تُزهر، شجعه وحفزه على التسجيل مع الأندية، لكن كان هناك صوت آخر في حياته؛ والده -رحمه الله-، الذي كان يرى في التعليم مستقبلاً أكثر أمانًا من الكرة، فأراد له التركيز على كتبه ودراسته.
جاءت الفرصة الأولى حين ارتدى شعار الاتحاد، النادي الذي منحه حلم الانطلاقة، ومن ثم انتقل إلى نادي الهلال، وبكامل استعداده للفرصة لإظهار موهبته، كان سعود ينتظر لحظة التألق بفارغ الصبر. لم يستعجل الوقت، بل اجتهد واستثمر في نفسه ليصنع اسمه بحروف من ذهب.
لم يتوقف سعود عبدالحميد عند حدود دوري روشن السعودي، بل كان يحلم بالقارة العجوز، يقول سعود: "كنت أحلم بأن ألعب في أوروبا، لم يكن ذلك سهلًا، لكنه كان ممكنًا".
انتقاله إلى روما الإيطالي كان نقطة التحول الكبرى، حيث أصبح أول لاعب سعودي يشارك في الدوري الإيطالي والدوري الأوروبي.
وفي مباراة لم تكن عادية، سجل سعود هدفًا، ليس فقط في شباك سبورتينغ براغا البرتغالي، بل في صفحات التاريخ كأول سعودي يسجل في الدوري الأوروبي. لحظة لا تنسى، نُحتت بالعرق والتعب، وبابتسامة تعانق الفخر السعودي.
وبعد هذا الإنجاز، توجه سعود برسالة مؤثرة لوالده الراحل: "كنت أتمنى كثيرًا أن تكون بجانبي لترى أين وصلت، ولكن الحمدلله".
أما للشعب السعودي الذي لطالما دعمه، فقال: " أطلب منكم أن تستمروا في دعم ابنكم، وأعدكم أن أكون عند حسن ظنكم، أنتم القوة التي تجعلني أقدم أفضل ما لدي."
اليوم، سعود عبد الحميد لا يتوقف، يتعلم اللغة الإيطالية ليكون جزءًا من نسيج روما، ويتدرب بكل اجتهاد ليحجز مكانه في التشكيلة الأساسية. بالنسبة له، كل تمرين خطوة نحو مجد أكبر، وكل مباراة تحدٍ جديد.
من بدايات المدرسة وخالٍ آمن به، إلى ملاعب روما وشعب يصفق له، سعود عبد الحميد لم يعد مجرد لاعب، بل قصة كفاح تُلهم كل شاب سعودي بأن الأحلام تتحقق.