يملك الدولي السوري المعتزل جهاد الحسين، محبة خالصة لجماهير الأندية التي مثلها؛ واحترامًا وتقديرًا من المنافسين؛ بفضل قدراته المهارية العالية وأخلاقه الرفيعة.. إنه واحد من الأسماء التي كسبت المحبة والتقدير من جماهير وإدارة قطبي بريدة، الرائد والتعاون، لأنه مثل كل منهما أمام الآخر في 12 مباراة ديربي متواصلة خلال الفترة بين موسمي 2014-2015 حتى 2019-2020.
علاقة المهاري السوري، مع الكرة السعودية، ابتدأت بذكرى مريرة لها ولممثلها فريق الاتحاد، حين أسقط جهاد الحسين ورفاقه إياد مندو ومهند إبراهيم، وغيرهما في نادي الكرامة السوري، بطل آسيا في عامي 2004 و2005 أثناء رحلة الدفاع عن لقبه في دوري أبطال آسيا 2006.. تعرّض الاتحاد الفائز في جدة ذهابًا 2-0 إلى خسارة قاسية في مدينة حمص، مسقط رأس الحسين، بنتيجة 4-0 وودع البطولة من ربع النهائي، أما الحسين وزملاءه فكانوا قاب قوسين أو أدنى من اللقب الذي خسروه في النهائي بفارق الأهداف في مجمل مباراتي الذهاب والإياب، أمام منافسهم الكوري الجنوبي، جيونبوك هيونداي موتورز.
بعدما تألق الحسين في الفترة بين 2006 حتى 2008 بثلاثة ألقاب في الدوري السوري مع فريق الكرامة، يضاف إليها وصافة دوري أبطال آسيا، غادر موطنه إلى رحلة طويلة في منطقة الخليج، مضت آخر 6 مواسم منها في مدينة بريدة، معقل التعاون والرائد، حتى أعلن الاعتزال بنهايتها، ليتحول في الأجهزة الفنية للغريمين نفسيهما منذ ذلك الوقت، حتى هذا اليوم الذي يعمل فيه بالجهاز الفني مع فريق التعاون لدرجة الشباب.
قال جهاد الحسين عن أجواء اللعب لناديي الرائد والتعاون: "احتمالية مواجهة الجماهير في الأماكن العامة بمدينة بريدة مرتفعة للغاية، وهذا يجعل التوتر أكبر؛ لاسيما مع مطالباتهم لك بالفوز، خصوصًا في مباريات الديربي".
وكشف الحسين، التحضيرات الذهنية من إدارة نادي التعاون للاعبي الفريق قبل الديربي، خلال فترته لاعبًا في الفريق، وقال: "كانوا يهتمون للغاية بعزل اللاعبين من الأجواء في مدينة بريدة، بإقامة معسكرات تعفيهم من الضغوطات الجماهيرية التي من المحتمل أن يواجهوها".
وزاد: "الناديان يهتمان بالديربي، فحسابات التحضيرات تكون قبل ابتداء الموسم، والتحفيز المادي يكون أكبر لتلك المواجهة".
🎥 ملخص مباراة
— دوري روشن السعودي (@SPL) March 7, 2019
التعاون 2 : 1 الرائد
#التعاون_الرائد#MBS pic.twitter.com/xtr3ecLonF
بين 12 مباراة لعبها بقميص الفريقين في الديربي، يعتبر جهاد الحسين أن مباراة مارس 2019 الأفضل بالنسبة له.. كانت تلك المباراة الأخيرة له في الديربي بقميص التعاون، لكن هذا ليس السبب في مكانة المباراة داخل قلبه، بل لأنه دخل في الدقائق الـ 13 الأخيرة منها، بديلًا لزميله البرازيلي ساندرو مانويل، والنتيجة تشير إلى تفوق منافسهم بهدف صالح الشهري، ثم انقلبت النتيجة لصالحهم بهدفي ربيع سفياني في وقت قاتل من المباراة، ولاشك أنه انقلاب مهم في الديربي لا ينسى، قال الحسين عن تلك المباراة: "كنا في حاجة للانتصار، لأن وضع الفريق لم يكن مثاليًا في ذلك الموسم، إذ تعرضنا لخمس خسائر قبل مباراة الرائد، ومن هنا اكتسبت تلك المباراة أهميتها بالنسبة لي".
وأبدى الحسين مخاوفه من أن يؤثر ما وصفه بالإرهاق للاعبي التعاون في المستوى الفني للديربي، مع مشاركتهم في دوري أبطال آسيا 2. وعلى الرغم من ذلك، فإنه يرشح التعاون للانتصار بهدف دون رد؛ مقللًا في الوقت نفسه من أي تأثير لخسارة التعاون الأخيرة أمام الوحدة عليهم أمام الرائد.
فيديو | 🎥#التعاون يودع #جهاد_الحسين pic.twitter.com/FX9LETwa6W
— نادي التعاون السعودي (@AltaawounFC) August 16, 2019
ويشعر جهاد الحسين من الارتياح بوجوده في بريدة لأكثر من 10 أعوام منذ أقام بها للمرة الأولى في صيف 2014، حتى اليوم، حيث يعمل مدربًا لفريق شباب التعاون، فهو لم يكن لاعبًا في الفريقين فحسب؛ بل عمل في الأجهزة الفنية لفرق الناديين ابتداء من عمله مساعدًا لمدرب الرائد السابق، البلجيكي بيسنيك هاسي، بعيد اعتزاله اللعب مباشرة بعد الموسم الأول والأخير في نادي الرائد، قبل أن ينتقل للعمل الفني في التعاون.
وأشار الحسين إلى تعدد خيارات التنزه في مدينة بريدة خلال الفترة الأخيرة، لكنه مع ذلك لا يستحسن أي نزهة أكثر من الرحلات البرية التي تشتهر بها منطقة القصيم، ويُطلق عليها محليًا
"الكشتة"، وتكثر خاصةً في فصل الشتاء. وتتميز هذه الرحلات بالتخييم، وطبخ الطعام على الحطب (شبة النار)، وجلسات السمر حولها. قال جهاد الذي يحتل وصافة صنّاع اللعب عبر تاريخ الدوري السعودي للمحترفين بـ 50 تمريرة حاسمة: "مدينة بريدة هادئة، وستعجب من يحب الهدوء، وتذكرني بمدينتي حمص".