عبدالله آل سالم.. بداية غير مسبوقة في الدوري

يملك 5 لاعبين سعوديين أكثر من هدف في لائحة هدافي دوري روشن السعودي، بعد مرور الجولات الـ 11 الأولى. ويتصدر تلك القائمة مهاجم الخليج، عبد الله آل سالم برصيد 7 أهداف، متقدمًا على سالم الدوسري قائد الهلال، إضافة لمهاجم الاتحاد صالح الشهري، ولاعب الشباب مصعب الجوير، وإلى جانبهم صالح العمري لاعب الرائد.

إنه الموسم الأول الذي يتقدم فيه عبد الله آل سالم على جميع مواطنيه تهديفيًا، منذ 10 مواسم، لعب فيها بشكل مستمر في الدوري السعودي للمحترفين، مع فرق الخليج والاتفاق والفيحاء، لذلك السبب سيكون التحدي أمامه لإتمام ما بدأه هذا الموسم، مع وجوده في ثالثًا على قائمة الهدافين خلف الصربي ألكساندر ميتروفيتش مهاجم الهلال، والفرنسي كريم بنزيما مهاجم الاتحاد، ووقعه في مركز متساو مع البرتغالي كريستيانو رونالدو، والكاميروني جورج كيفين نكودو.

ويتفوق آل سالم على كل ما عدا هؤلاء الأربعة، ومنهم الجزائري حسام عوار لاعب الاتحاد صاحب الأهداف الـ 6، والغابوني بيير إيميريك أوباميانغ صاحب الأهداف الـ 5. بعد توهجه الملفت للأنظار، مع تحقيقه ثنائية تهديفية في 3 مباريات على التوالي، للمرة الأولى في مسيرته. وقادت آخرها فريقه الخليج للفوز على الهلال 3-2.

تفوق آل سالم ليس عملًا فرديًا في الموسم الحالي، لأن فريقه الخليج يحقق المركز السادس بعد مرور 11 جولة، بفضل ما فعلوه أخيرًا، مع انتصاراتهم في آخر 4 مباريات متتالية للمرة الأولى عبر تاريخهم مع الدوري. وقد كان معظم تاريخ الخليج في الدوري السعودي للمحترفين مليئًا بالصعوبات، مع استثناء موسم 2015-2016، الذي حقق فيه الفريق أفضل مركز له في الدوري، وكان السابع. 

ولم تكن بداية الخليج رائعة في انطلاقة الموسم، خصوصًا في المباريات الـ 5 الأولى، مع تحقيق فوز واحد فقط من مبارياته الخمس الافتتاحية في الدوري، لذلك كان تحولًا كبيرًا لرجال اليوناني جورجيوس دونيس. ويُعزى جزء كبير من ذلك إلى تألق مهاجمه آل سالم، الذي سجل 6 أهداف في آخر ثلاث مباريات له، وحصل على جائزة رجل المباراة في الجولات الثلاث السابقة، تواليًا. وكان نجمًا غير متوج في اللقب في مباراة الشهر الماضي التي كسبها الخليج بفضل هدفه على الخلود.

يعيش آل سالم حالة تهديفية رائعة لم يسبق لها مثيلًا، فبعد أقل من 33% من الموسم، تفوق على أفضل سجل له في موسم واحد، البالغ 6 أهداف، الذي سجله مرتين، في 2014-2015 و 2016-2017.

ويأتي هذا التحول في حظوظ كل من آل سالم والخليج بعد تعديل دونيس في طريقة لعبه بعد الجولات الافتتاحية. فخلال الأسابيع الخمسة الأولى، بدأ آل سالم مرة واحدة، بخطة تعتمد على ثنائي هجومي مع منصور حمزي، طريقتها 4-4-2 أمام التعاون.

بخلاف تلك المباراة، اقتصر دور المهاجم السعودي على مقاعد البدلاء مع استمرار محاولات دونيس لإيجاد سبيل لاستثمار أفضل المواهب التي تناسب تشكيلته، فضلًا عن اختيار أفضل تشكيلة له، وطبقًا لتلك العملية تغيرت خيارات الهجوم.

منذ بداية أكتوبر، بدا أن دونيس قد وجد ضالته مع خطة 4-2-3-1 المُفضلة لديه الآن، بعد أن جرب سابقًا كل من 4-4-2 و 5-3-2 خلال الجولات الأولى من الموسم. وبهذه الخطة، رأينا آل سالم كنقطة محورية في الهجوم، بمساعدة خالد ناري، كوستاس فورتونيس، وفابيو مارتينيز.

إنه الرباعي الهجومي الذي لم ظل ثابتًا في المباريات الـ 6 الأخيرة، محققًا بفضلها 5 انتصارات و 13 هدفًا. 

قال عبد الله آل سالم بعد فوز الخليج الأخير على الرائد 4-0 ضمن الجولة التاسعة: "لقد كنا في مسار تصاعدي خلال المباريات القليلة الماضية".

وزاد: "لدينا مدرب جديد وعدد من اللاعبين الجدد في الفريق أيضًا، لذلك استغرقنا وقتًا للوصول إلى هذا المستوى، خاصة مع الطقس الحار  في بداية الموسم. والآن، يتحسن الطقس، ونتعرف على بعضنا البعض بشكل أفضل. وقد انعكس ذلك على أدائنا".

بالنسبة له، يبدو أن عبد الله آل سالم في بيته مع هذه التشكيلة. طويل القامة ورياضي، يعرف دوره جيدًا ويستثمر الفرص عندما تُتاح له؛ سواء كان ذلك عبر إنهاء هجمة مُنسقة بشكل جيد أو الاستفادة من خطأ حارس المرمى. ففي كل الأحوال لديه غريزة مُهاجم واضحة.

على الرغم من أنه يعيش وقتًا جيدًا في مسيرته هذا الموسم، إلا أن هذا لم يكن هو حال آل سالم، طوال مسيرته، إذ كافح آل سالم سابقًا من أجل حجز مكان أساسي في العديد من الأندية. بدأت فترته الأولى مع الخليج بشكل مُشرق، مع 14 هدفًا في ثلاثة مواسم، لكن الانتقال إلى الفيحاء لم يُحقق له النجاح الذي كان يأمل فيه.

في الفيحاء، سجل آل سالم خمسة أهداف في ثلاث مواسم، تضمنت إعارة خدماته لمدة 6 أشهر مع النصر. ولم يتمكن مع النصر أو الاتفاق لاحقًا في إعادة إحياء مسيرته، إذ أخفق في الحصول على وقت اللعب وبالتالي لم تكن أمامه فرص تسجيل الأهداف خلال أربع سنوات مُحبطة.

وهكذا، فإن فرصة العودة إلى الخليج في بداية الموسم الماضي أتاحت له فرصة للتعويض. وبينما تُؤتي ثمارها في الوقت الحالي من حيث الأهداف، كان موسم 2023-2024 موسمًا مهمًا من نواحٍ عديدة. أهمها مشاركته في جميع مباريات الدوري الـ 34، سواء كلاعب أساسي أو بديل، ومثّلت أكبر عدد من المباريات التي لعبها السالم في موسم واحد طوال مسيرته. وفي الوقت نفسه، ساهم أيضًا بأكبر عدد من دقائق اللعب منذ 2016-2017 (1013) - الموسم الذي سجل فيه تلك الأهداف الستة.

ومع ذلك، من الواضح أن وصول دونيس، مدرب الهلال والفتح والوحدة سابقًا، قد منح السالم فرصة جديدة. حتى الآن. وتلك فرصة ينتهزها الهدّاف السعودي.