أوباميانغ.. النمر المرح في ميادين كرة القدم

في مثل هذا اليوم من الشهر الماضي كان بيير إيميرك أوباميانغ، يتلقى التهنئة السنوية المعتادة بيوم مولده الخامس والثلاثين. وبعد نحو 30 يومًا تجددت التهنئة، من الأصدقاء أنفسهم، بمحطته المهنية الجديدة.. فعلها نادي القادسية، وأصدر إعلانه التاسع في سوق الانتقالات الصيفية بانتقال النجم الغابوني إلى صفوفه.

اعتاد أوباميانغ في الـ 18 من يونيو كل عام، إحياء ذكرى مولده في العام 1989، حين أنجبته والدته الإسبانية مارغريتا كريسبو، في أحد المشافي بمدينة لافال جنوب فرنسا؛ التي تبعد نحو 750 كيلومترا عن مدينة فينو الهولندية؛ حيث يلتحق الآن بفريقه القادسية، وخاض المهمة الأولى له في مباراة ودية أمام مونشنغلادباخ الألماني.

يعرف أوباميانغ فريق مونشنغلادباخ، جيدًا، بعد مباريات عدة جمعته أمامهم في الدوري الألماني (البوندسليغا) وكأس ألمانيا. ولا أحد في ألمانيا يجهل النمر الغابوني منذ العام 2013، حين انتقل أوباميانغ إلى بوروسيا دورتموند الألماني، وهناك صنع لنفسه اسماً لامعاً، حيث سجل 141 هدفاً في 213 مباراة، وفاز بلقب هداف الدوري الألماني في موسم 2016-2017. وجذب أوباميانغ بتألقه اللافت أنظار نادي أرسنال الإنجليزي، الذي ضمه إلى صفوفه في عام 2018 مقابل صفقة قياسية.

وفي أرسنال، واصل أوباميانغ تألقه، بتسجيله 92 هدفاً في 163 مباراة، وقاد الفريق للفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي في عام 2020. لكن علاقته مع المدرب ميكيل أرتيتا تدهورت، مما أدى إلى فسخ عقده مع النادي في يناير 2022.

وبعد فترة قصيرة في برشلونة، انتقل أوباميانغ إلى تشيلسي، ثم إلى مارسيليا، قبل أن يقرر خوض تجربة جديدة في دوري روشن السعودي، حيث انضم إلى القادسية، ليكون الصفقة التاسعة للفريق هذا الصيف، بعد الأوروغوياني ناهيتان نانديز والحارس البلجيكي كوين كاستيلس والمكسيكي جوليان كينونيس والإسباني ناتشو فرنانديز إضافة للسعوديين حسين القحطاني ومحمد قاسم وقاسم لاجامي وعلي هزازي.

ولد أوباميانغ لأب غابوني وأم إسبانية، وورث عن والديه حب كرة القدم وشغف المنافسة. وبدأ مسيرته الكروية في أكاديمية ميلان الإيطالي، لكنه لم يحظ بفرصة حقيقية لإثبات نفسه، لينتقل بعدها إلى عدة أندية فرنسية وإيطالية، قبل أن يحط رحاله في سانت إتيان، حيث بزغ نجمه وأصبح أحد أبرز المهاجمين في الدوري الفرنسي، قبل محطته الأبرز في الدوري الألماني.

ولدى أوباميانغ أخ غير شقيق يدعى ويلي أوباميانغ، وهو لاعب كرة قدم محترف أيضًا، وكلاهما دوليان. وظهر بيير إيميريك مع المنتخب الغابوني في عام 2009، واتخذ قرارًا بوقف اللعب الدولي في مايو 2022 مع وجوده أفضل هداف في تاريخ بلاده بعد أن هز الشباك 28 مرة في 68 مباراة؛ لكنه بعد 12 شهرًا، أعلن التراجع عن اعتزاله الدولي.

ولا يقتصر تميز أوباميانغ عن غيره من اللاعبين بسرعته الكبيرة ومهاراته التهديفية، فحسب، بل يُعد أيضًا مثيرًا للأنظار باحتفالاته الفريدة بعد تسجيل الأهداف. واشتهر أوباميانغ بارتداء أقنعة لشخصيات مشهورة مثل سبايدرمان وباتمان خلال احتفالاته بالأهداف. وهذه الأقنعة لم تكن مجرد إكسسوارات، بل كانت تعبيرًا عن شخصيته المبتكرة وروحه المرحة على أرض الملعب.

وفي أحد المباريات مع بوروسيا دورتموند، سجل أوباميانغ هدفًا واحتفل بارتداء قناع سبايدرمان، مما أدهش الجماهير وأصبح حديث الصحافة الرياضية. وفي مناسبة أخرى، ارتدى قناع باتمان مع زميله ماركو رويس الذي ارتدى قناع روبن، ليظهروا كأبطال خارقين يحتفلون بانتصارات الفريق.