لا يزال الحديث يتواصل عن المشاركة الكبيرة لـ 15 نجمًا من دوري روشن السعودي، في بطولة أمم أوروبا 2024، بعد انتهاء منافسات الجولة الأولى للمجموعات الست في البطولة التي تستضيفها ألمانيا.
وكتب موقع NU+ التابع لمنصة الأخبار الهولندية الشهيرة NU.nl في جملة اعتراضية "يقدم دوري روشن السعودي، خمسة عشر لاعباً لليورو، أي أقل بلاعب واحد فقط من الدوري الهولندي. وفي يورو 2021 لم يكن هناك أي لاعب".
ونال لاعبان من دوري روشن السعودي، جائزتين من أصل 12 جائزة لأفضل لاعب في المباراة ضمن الجولة الأولى، وهما لاعب ضمك نيكولاي ستانشيو في مباراة منتخب بلاده رومانيا أمام كرواتيا، إضافة إلى الجائزة ذات الصدى العالي للاعب الاتحاد نغولو كانتي العائد للمشاركة مع الديوك بعد غياب نحو عامين، عن دوره البارز في مباراة منتخب بلاده فرنسا أمام النمسا.
وأعاد الموقع الهولندي نشر تصريحات الفرنسي ماركوس تورام التي لاقت أصداء كبيرة، وقال فيها: "كان الأمر مروعاً. شعرت وكأن هناك ثلاثة كانتي في الملعب"
وأضاف الموقع الهولندي: "تورام وزملاءه في المنتخب لم يصدقوا ما رأوه في تدريبات وصيف بطل العالم فرنسا استعداداً لليورو، فبعد غياب دام 21 شهراً، انضم نغولو كانتي إلى الديك الفرنسي وأثار الإعجاب فوراً".
وبحسب NU+، حل كانتي في التشكيلة الأساسية على حساب لاعب ريال مدريد إدواردو كامافينغا أمام النمسا (انتصرت فرنسا 1-0) وجرى اختياره رجل المباراة.
وعدّد الموقع الهولندي اللاعبون الـ 15 المنضمين من دوري روشن السعودي، لافتًا إلى وجود الغالبية منهم ضمن المنتخبات المرشحة للفوز بالبطولة مثل: فرنسا (كانتي)، إسبانيا (إيميريك لابورت) والبرتغال (كريستيانو رونالدو وروبن نيفيز). وكذلك الحال مع المنتخبات البارزة مثل هولندا (جورجينيو فينالدوم)، بلجيكا (يانيك كاراسكو وكوين كاستيلز) وكرواتيا (مارسيلو بروزوفيتش).
وأضاف الموقع الذي رصد المشاركات في الجولة الأولى من بطولة أمم أوروبا: "اللاعبون القادمون من السعودية ليسوا مجرد تكملة. من بين الخمسة عشر لاعباً، لم يغب عن المشاركة سوى لاعبين، هما نيفيز ولابورت (لم يشاركا في أي دقائق حتى الآن). وأحد عشر لاعبًا من الخمسة عشر كانوا في التشكيلة الأساسية".
وجرت الإشارة إلى نيكولاي ستانشيو الذي سجل يوم الاثنين أول هدف "للاعب في الدوري السعودي" في اليورو لصالح رومانيا.
ونقل الموقع عن المدرب الهولندي هينك تين كات أنه من المنطقي أن يكون تمثيل دوري روشن السعودي كبيرًا، في بطولة أمم أوروبا.
وأشار، تين كات، الذي عمل خلال عامي 2019 و2020 في نادي الاتحاد السعودي وكان نشطًا أيضًا في دول أخرى في الشرق الأوسط، إلى أهمية النظرة العادلة لكرة القدم السعودية، وقال "نحن في هولندا نميل إلى المبالغة في تقدير دورينا والتقليل من شأن الدوريات الأخرى، لكن المستوى في السعودية عالٍ. والدوري هو الأفضل في آسيا".
وجاء كلام تين كات، منسجمًا مع ما قاله مواطنه جورجينهو فينالدوم لاعب الاتفاق السعودي الذي يمثل المنتخب الهولندي حاليًا في يورو 2024.
وبينما قال فينالدوم: "كنت أتوقع أن يكون اللعب في السعودية أسهل؛ لكن الأمر ليس بهذه السهولة"؛ سلّط، تين كات، الضوء على امتياز إضافي، يتمثل في التحدي البدني الذي يجلبه اللعب في الشرق الأوسط. وقال تين كات: "لا تخطئ؛ أنت تلعب في درجات حرارة قصوى. عليك تجربة ذلك، لتكون لائقًا كلاعب".
ويتشابه قول المدرب تين كات مع قائد الاتفاق السابق جوردان هندرسون الذي أشار في وقت سابق إلى أنه لفت إعجاب زملائه، لياقيًا، في منتخب إنجلترا الوطني، في أول تجمع دولي شارك به بعد التحاقه بفريق الاتفاق.
وطرح الموقع الهولندي تغيير السعودية للمفاهيم عن كرة القدم في الشرق الأوسط، عبر فقرته الافتتاحية للتقرير "في حين كانت الانتقالات إلى الشرق الأوسط تعني نهاية المسيرة الدولية سابقاً، فإن دوري روشن السعودي، قدم 15 لاعباً لهذا اليورو".
وأشار تحت العنوان البارز "السعودية حاضرة بشكل كبير في بطولة أوروبا" إلى التعامل المختلف لمدرب الطواحين رونالد كومان مع اللاعبين ويسلي شنايدر الذي جاء إلى منطقة الخليج قبل بضعة أعوام، ومع فينالدوم اللاعب الحالي في دوري روشن السعودي "كان الوضع مختلفًا قبل بضع سنوات. عندما انتقل ويسلي شنايدر إلى منطقة الخليج عام 2018، كان يرغب بشدة في اللعب مع المنتخب الهولندي، لكن المدرب رونالد كومان منح شنايدر مباراة وداعية أمام بيرو، انتهت بعدها مسيرة شنايدر الدولية".
وأضاف التقرير الهولندي "غيّر كومان رأيه على مر السنين. فقد اختار في مارس الماضي، فينالدوم ذو الثلاثين عامًا بعد انتقاله إلى السعودية، للانضمام للمنتخب الهولندي ولاحقًا لليورو".
وأشار NU+ إلى تصريح كومان في سبتمبر الماضي: "جيني ليس خارج الصورة، فلاعبون أمثال رونالدو وبروزوفيتش وميتروفيتش لا يزالون يلعبون لمنتخبات بلدانهم".
ويبدو واضحًا أن كومان يشيد ضمنيًا بقدرة دوري روشن السعودي في الحفاظ على أهمية النجوم الملتحقين به، كما يضيف تين كات أن المشروع الجديد لكرة القدم السعودية مختلف تمامًا عن المشاريع السابقة في المنطقة بفعل موهبة اللاعب السعودي، إذ قال: "لكن الفروقات في السعودية أصغر مما كانت عليه قبل بضع سنوات في الصين"، وأضاف شارحًا: "في كأس العالم، فازت السعودية على الأرجنتين بطلة العالم، بلاعبين من الدوري المحلي. فالسعودية هي بلد كرة القدم، أكثر بكثير من قطر أو الإمارات العربية المتحدة".
وزاد مدرب الاتحاد السابق "هذه تطورات منطقية. الدوري السعودي يتحسن باستمرار. في اليورو القادم، من المحتمل أن يقدم الدوري السعودي المزيد من اللاعبين".
وبحسب فينالدوم، فإن بطل دوري روشن السعودي، فريق الهلال لا يقل عن فرق القمة الهولندية. "ذلك الفريق يمكنه المنافسة في الدوريات الكبيرة. وكذلك النصر. يجب عليك أن تبذل الجهد. وينطبق ذلك أيضًا على الدوري الهولندي. لا يمكنك الذهاب هناك والتفكير: سأذهب لألعب فقط ونرى ما يحدث".