طلال حاجي يحتكر أرقام "الأصغر" القياسية

في الـ 14 من سبتمبر 2023، بدأ اسم اللاعب طلال حاجي في الانتشار، بعد وجوده مع بعثة فريقه الاتحاد المتأهبة للقاء الأخدود في نجران ضمن الجولة السادسة من دوري روشن السعودي، كان الملفت حداثة سنه إذ كان على مشارف يوم ميلاده الـ 16؛ لكنه لم يشارك في تلك المباراة التي عاش أجواء معسكرها واستعداداتها. وفي لقاء الاتحاد أمام الفتح في الجولة التالية (2-1 لمصلحة الاتحاد) كان مشاركًا بديلًا عن البرازيلي رومارينيو صاحب الهدف الأول في المباراة بعد مضي دقيقتين من نهاية الوقت الأصلي (الدقيقة 92). 

في نهاية الموسم، خسر الاتحاد بالفعل رحلة الدفاع عن اللقب (حل خامسًا في الترتيب)، لكن المدرب البرتغالي نونو سانتو، كسب منح الفرصة الأولى لأصغر لاعب يشارك عبر تاريخ الدوري السعودي للمحترفين، بعمر الـ 16 عامًا و5 أيام.
بعد أقل من 6 أشهر التقى الاتحاد والأخدود من جديد، في تلك المباراة لم يكتفِ طلال حاجي بدخول المران الرئيس للمواجهة، بل شارك بالفعل عند الدقيقة الـ 76 من المباراة التي تشير نتيجتها للتعادل 1-1، وأثناء طريقه للمعشب الأخضر بديلًا لزميله سلطان الفرحان، لم يكن حاجي لينسى أنه أمام الفريق الذي استدعي لأجله للمرة الأولى مع الكبار. ولم تمض سوى 7 دقائق حتى رجح اللاعب البديل كفة فريقه، ومنح مدربه الأرجنتيني مارسيلو غاياردو فرصة تنفس الصعداء بعد الفوز بذلك الهدف 2-1.

مجددًا، كتب أصغر لاعب مشارك في مباريات الدوري السعودي للمحترفين، تاريخًا جديدًا، مسجلًا اسمه أصغر هداف في تاريخ المسابقة بعمر 16 عامًا و175 يومًا، وذلك سِنُّه حين سجل هدفه بركلة "مقصيّة" في مرمى حارس الأخدود باولو فيتور.
لقد سجّل حاجي هدفه الأول في دوري روشن السعودي، وهو لاعب دولي، إذ ارتدى قميص المنتخب السعودي قبل ذلك الهدف بـ 44 يومًا في نهائيات أمم آسيا، التي بلغ فيها الأخضر، الأدوار الإقصائية، فكان موسمًا حقق فيه أحلام اللاعبين الذين يأملون بالدفاع عن ألوان بلدانهم في المحافل القارية.
وأمام مشاركته الدولية في سن صغير للغاية، شبّهَهُ بندر الجعيثن، المدرب السابق لمنتخب السعودية تحت 23 عاماً، بأفضل هدّاف في تاريخ المنتخب السعودي، ماجد عبد الله، وقال: "يُذكرني بالأيام الأولى لماجد عبد الله، بطريقة تحرّكه من دون كرة، إلى جانب قدرته الفنية العالية، ومقدرته أيضًا على إنهاء الهجمات بقدميه".
ومنذ وقت بعيد لم تملك الكرة السعودية مهاجمًا يافعًا تعول عليه الآمال، ويحظى بتقدير الأجهزة الفنية في المنتخب السعودي، أمام ذلك أوصى المدرب الإيطالي روبرتو مانشيني بضرورة منحه فرصًا أكبر مع فريقه، ردًا على أحد الأسئلة عن استدعائه للاعب لصفوف المنتخب السعودي "طلال يملك إمكانيات هائلة، لكنه في حاجة إلى خوض المباريات على صعيد ناديه ليواصل عملية تطوير مستواه".

لم يكن طلال حاجي الأصغر مشاركة في تاريخ المنتخب السعودي على الإطلاق، إذ سبقه على ذلك الشرف المدافع الأسبق في فريقه الاتحاد أحمد جميل (بفارق نحو 80 يومًا)، لكنه الأصغر مشاركة عبر تاريخ الأخضر في نهائيات آسيا.
انتهى الموسم الأول الذي احتكر فيه طلال حاجي 3 ألقاب في 3 مباريات مختلفة (الأصغر مشاركة والأصغر تسجيلًا في الدوري، والأصغر تمثيلًا في بطولة كأس آسيا) وفي رصيده خوض 9 مباريات في الدوري، أسهم خلالها بـ 5 أهداف (تسجيل هدفين وصناعة 3 أهداف) إضافة إلى مباراة دولية أمام تايلاند، وكل هذه الأرقام دون بلوغ سن الـ 17 لأحد أميز اللاعبين في الموسم الكروي 2023-2024.