وصف الألماني ماتياس يايسله مدرب الأهلي، المستوى الفني لدوري روشن السعودي، بالرفيع، وقال إنه يرى بعد نحو 9 أشهر أن كل من له علاقة في الدوري يسعى لتطوير مستوى المسابقة أكثر فأكثر. وأضاف: "الدوري هنا يتبع نهجًا جيدًا حقا. واللاعبون من طراز رفيع".
وقال يايسله إنه يسعى لتقديم دوره في المساهمة بتطوير الدوري، مؤكدا أن نهجه في الأساس يتماشى مع ذلك الأمر، وزاد شارحًا: "نحن حاليًا في المركز الثالث، وهو مقعد لا بأس به، لأني اعتمدت منذ البداية على اتخاذ قرارات بعيدة المدى، بهدف بناء نظام مؤسسي جيد، منها الاهتمام بالفئات السنية. وأشعر بالفخر حقًا حين أرى تطورًا في الجوانب التي أهتم بها".
وأبدى المدرب الألماني معرفته بالاهتمام الكبير للأهلي تجاه الفئات السنية، واصفًا نادي الأهلي بالمميز، وقال إن بناء النادي معتمد على مواهب شبابه، وأنهم يريدون إعادة هذا الأمر، مؤكدًا أنه يزج بمواهب الفئات السنية في تدريبات الفريق الأول، وقال إن تلك هي الخطوات الأولى لتصعيدهم للفريق.
ويمثل تعاقد نادي الأهلي السعودي مع المدرب الألماني ماتياس يايسله في يوليو الماضي، خطوة كبرى في مسعى النادي لتحقيق النجاح في دوري روشن السعودي. وعلى الرغم من أن السيرة الذاتية لم تكن لامعة مع قياسه بنظرائه من المدربين المتنافسين معه، إلا أن سمعته كانت في تصاعد مستمر في الساحة الأوروبية، خاصةً بعد عمله ضمن إمبراطورية ريد بُل، حين كان يُعد لمسيرة مهنية واعدة.
ويُعرف يايسله بكونه مدربًا تكتيكيًا يتميز بالذكاء، وقد كان يتبع خطى النجاح بوضوح. وأثار انتقاله إلى مدينة جدة توقعات عالية في أوساط المشجعين.
وقاد ماتياس بعد انتهاء مسيرته كلاعب بسبب الإصابات المتكررة، فريق ريد بُل سالزبورغ النمساوي، وهو في سن الثالثة والثلاثين، أصغر مدرب في تاريخ النادي، لكن تقدمه جاء سريعًا، مع ثقة دائمة من إدارة النادي.
ويعكس مدير الرياضة في سالزبورغ، كريستوف فرويند، الثقة بقدرات يايسله، بقوله عند تعيينه: "لقد عرفت ماتياس لسنوات عديدة. إنه شاب مفعم بالطموح ويلائم فلسفة نادينا تمامًا. طريقته استثنائية في العمل وتطوير اللاعبين الشباب. وكان الخيار الأمثل بالنسبة لنا. ربما لم يكن اسمًا كبيرًا في ذلك الوقت، لكننا نؤمن بإعطاء الفرص للمدربين الشباب كما نفعل مع اللاعبين."
ويفضل ماتياس يايسله، اللعب بالضغط العكسي، حين يلاحق لاعبيه المنافس في كل جزء من الملعب، بهدف استعادة الكرة بأسرع وقت ممكن بعد فقدان الاستحواذ. وهو من المدربين الذين يعتقدون أن الضغط في مناطق متقدمة من الملعب يساهم في خلق فرص أكثر للتسجيل. ووفقًا لهذه النظرية، فإن الفريق الذي يخلق فرصًا أكثر، من المرجح أن يسجل أهدافًا أكثر.
ويسعى يايسله منذ وصوله لتطبيق هذه الفلسفة في الأهلي، ولقد بدأ بالفعل في تحقيق نجاح ملحوظ. لأنه يسعى لترسيخ هذه الطريقة كهوية للفريق تحت قيادته. ومن المتوقع أن يكون لهذا الأسلوب تأثير إيجابي على أداء الأهلي ونتائجه في المستقبل القريب.