السر خلف التفوق: كيف صنع جيسوس الفريق الأكثر انتصارًا؟


في عالم كرة القدم، حيث تتنافس الإستراتيجيات والتكتيكات في سباق محموم نحو صناعة الأمجاد، برز فريق الهلال تحت قيادة البرتغالي جورجي جيسوس كقوة مهيمنة، مع قدرة استثنائية على تحطيم الأرقام القياسية الواحدة تلو الأخرى؛ حتى وصلت سلسلة انتصاراته في الدوري السعودي للمحترفين إلى 17 انتصارًا متتاليًا، مع قابلية ذلك الرقم للزيادة.

ولا تُعد تلك الانتصارات الـ17، مجرد رقم في سجلات الفريق، بل إنجاز حقيقي يتجاوز به جيسوس الأرقام القياسية ليصبح المدرب وفريقه، صاحبا أطول سلسلة انتصارات متتالية في تاريخ اللعبة، بمجموع 29 انتصارًا في جميع المسابقات، في رحلة ملهمة تحطم الأرقام الصامدة وتحفر اسم الهلال في الذاكرة الكروية العالمية.

لم يكتفِ جيسوس بتخطي الإنجاز الذي حققه النصر منذ نحو عقد، تحت إدارة الأوروغوياني دانيال كارينيو، بـ 13 انتصارًا متتاليًا في الدوري ومجموع 18 انتصارًا في جميع المسابقات، بل رفع الرهان ليضع معايير جديدة تتحدى القادمين.

وفي تحليلٍ عميق لتأثيرات التطورات الأخيرة في الهلال، تطابقت آراء الخبيرين الكرويين، عبد اللطيف الحسيني وفيصل سيف حول بعض الأسباب خلف الأداء الاستثنائي للمدرب جيسوس وتأثيره الإيجابي على الفريق. فمن ناحيته، أشاد عبد اللطيف الحسيني (لاعب ومدرب سابق في الهلال)، بقدرة جيسوس على استغلال التعاقدات المبكرة وفترة التحضير الجيدة التي سبقت الموسم، مؤكدًا على أن فترة التوقف الدولية قدمت له فرصة ذهبية لتجهيز الفريق.

ويرى الحسيني أن النجاح الذي حققه جيسوس لا يعتمد فقط على خبرته السابقة مع الهلال، بل يعود الفضل فيه إلى قدرته على تكييف طريقة اللعب بما يتناسب مع العناصر الحالية للفريق، مسلّطًا الضوء أيضًا على الأداء المتميز للبدلاء، بالقول: "تخيل أن دكة البدلاء تزخر بأسماء دولية أمثال سلمان الفرج ومحمد البريك، وهؤلاء من لاعبي المنتخب". وانتقل للأداء العالي للعناصر الأساسية خاصةً اللاعبين البرازيليين ميشال ومالكوم، مع سالم الدوسري، واصفًا إياهم بالسرعة الهلالية في التحولات الهجومية "وتزيد سرعة الهلال في تغيير اللعب عبر التمرير السريع بوجود الصربي سيرجي سافيتش، والبرتغالي روبن نيفيز". 

وامتدح الحسيني المدرب جيسوس في تميزه في تطويع طريقة لعبه مع العناصر الموجودة في الفريق، خصوصًا مع تميز الخطوط الثلاثة للفريق،بشكل فريد عن بقية المنافسين في الدوري، وقال: "الأداء لا يقل عن 90% في الخطوط الثلاثة، أما حارس المرمى فيؤدي بنسبة 100%".

من جانبه، أكد المدرب السعودي فيصل سيف، على التغيير الواضح في شخصية جيسوس منذ تجربته الأولى مع الفريق، مُشيرًا إلى تحسنه الكبير في الجوانب الشخصية والنفسية. وأشاد بكيفية استفادة جيسوس من الأسس التي وضعها المدرب السابق دياز، لا سيما في تعزيز القدرات الهجومية وتفعيل الضغط العكسي.

وأشاد فيصل سيف، بالبيئة الداعمة التي يوفرها نادي الهلال للمدربين، مُستثنيًا بعض الحالات كما في تجربة البرتغالي ليوناردو جارديم. 

وأشار سيف إلى المقدرة الهلالية الكبيرة في بناء الهجمات من الخلف، مضيفًا: "إن الحارس بونو يُمثل ثقلًا كبيرًا في الفريق، وهو ما يُسهم في تعزيز الاستراتيجيات التكتيكية للهلال". وأكمل بالتأكيد على قدرة جيسوس في فرض الانضباط وتحفيز التنافس الإيجابي بين اللاعبين.